من المقرر أن تصل الأجهزة المحمولة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تتصل مباشرة بروبوتات الدردشة، من دون الحاجة إلى تطبيقات أو شاشة تعمل باللمس، إلى السوق لتغير قواعد اللعبة.
تخيل أنك في حافلة أو تمشي في الحديقة، عندما تتذكر بعض المهام المهمة كإرسال بريد إلكتروني أو متابعة أحد الاجتماعات أو ترتيب موعد الغداء مع صديق.
ودون أن يفوتك أي شيء، يمكنك ببساطة أن تقول بصوت عالٍ ما نسيته، وسيرسل الجهاز الصغير العامل بالذكاء الاصطناعي المثبت على قميصك الرسالة، أو يلخص الاجتماع، أو يرسل لصديقك دعوة لتناول الغذاء دون الحاجة إلى الضغط على شاشة هاتفك الذكي.
وبالفعل، هذا نوع من الراحة المثالية التي تأمل موجة متنامية من شركات التكنولوجيا في تحقيقها من خلال الذكاء الاصطناعي.
دمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة
ازدهرت شعبية برامج الدردشة التوليدية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في العام الماضي، حيث تسابقت محركات البحث مثل غوغل وتطبيقات المراسلة وخدمات الوسائط الاجتماعية لدمج هذه التكنولوجيا في أنظمتها.
وفي حين أصبحت إضافات الذكاء الاصطناعي مشهدًا مألوفًا عبر التطبيقات والبرامج، فإن نفس التكنولوجيا التوليدية تحاول الآن الانضمام إلى عالم الأجهزة، حيث بدأت أول الأجهزة الاستهلاكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تظهر، وتتنافس مع هواتفنا الذكية. ومن أبرز هذه الأجهزة:
جهاز Ai Pin
سيكون أول ما يخرج من المصانع هو Ai Pin من شركة Humane الناشئة في كاليفورنيا، وهو جهاز يمكن ارتداؤه ويتم تثبيته على قميصك عبر المغناطيس.
ويمكنه إرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات والتقاط الصور وتشغيل الموسيقى، إلا أنه لا يدعم التطبيقات ولا يحتوي على شاشة.
بدلاً من ذلك، يستخدم الليزر لعرض واجهة بسيطة على راحة يدك الممدودة. ويمكن التحكم بروبوت الدردشة العامل بالذكاء الاصطناعي المدمج في هذا الجهاز من خلال الأوامر الصوتية للبحث في الويب أو الإجابة عن الاستفسارات بنفس الطريقة التي تتوقعها منChatGPT.
نظارات الذكاء الاصطناعي
في الوقت نفسه، قامت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، بطرح زوج من النظارات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالشراكة مع Ray-Ban، وحذت حذوها الشركتان الصينيتان TCL وOppo بنظارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما.
ومثل Ai Pin، يتم تسويق هذه المنتجات على أساس برامج دردشة آلية تستجيب للأوامر الصوتية للحد من الإفراط في استخدام الهواتف الذكية، من خلال تقديم نفس الوظائف الأساسية من دون التطبيقات التي تسبب الإدمان.
قلادة تعمل بالذكاء الاصطناعي
تتجلى نية التصميم للأجهزة المستقبلية بشكل أكثر وضوحًا في القلادة القادمة من شركة Rewind الأمريكية الناشئة وشركة Tab AI.
وتم تصميم هذه الأجهزة الصغيرة لتتدلى حول رقبتك وتسجل كل ما تسمعه وتقوله خلال اليوم، قبل نسخ وتلخيص الأجزاء الأكثر أهمية لتتمكن من قراءتها مرة أخرى في الوقت الذي يناسبك لاحقًا، إنها أدوات إنتاجية تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيتم مشاهدته في الأجهزة المستقبلة.
تاريخ غير مكتمل
ومع ذلك، فإن التكنولوجيا القابلة للارتداء لها تاريخ غير مكتمل. إذ حاولت شركة غوغل الترويج لفكرة النظارات الذكية في عام 2013 من خلال إطلاق Google Glass.
ورغم افتقارها إلى برنامج دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي، تم تصميمها بالمثل كبديل للهاتف الذكي من شأنه أن يوفر المعلومات للمستخدمين من خلال شاشة عرض العدسة ويمكنه الاستجابة للأوامر الصوتية.
وفي ذلك الوقت، وجد العديد من المستهلكين أن نظارات غوغل غير عصرية، وقارنوها بالإنسان الآلي. ورغم ذلك، تعمل العديد من الشركات على إنشاء ما يمكن وصفه بأنه طرق أفضل وأكثر سهولة لمعالجة حالات الاستخدام الحالية للأجهزة من خلال ما يطلق عليه الرفيق الرقمي الذي لن يحل محل هاتفك الذكي، ولكنه سيجعل استخدامه أسهل.
ومهما كان الشكل الذي ستتخذه أجهزة الذكاء الاصطناعي هذه في نهاية المطاف، فسوف تواجه مهمة صعبة في التنافس مع الهواتف الذكية المتصلة عالميًّا، والمفرطة الوظائف، والتي يتم التحكم فيها بشكل بديهي.