جسم الإنسان المعقد يحتوي على مجموعة مذهلة من المركّبات والإنزيمات، والتي تتواجد بمقادير محددة تتفاوت بنسبها الدقيقة. وهذه النسب المتفاوتة، قد تكون العنصر الحاسم الذي يؤثر بشكل كبير على وظيفة وصحة كل عضو من أعضاء الجسم، ومن بين هذه المركّبات، مركّب الكرياتينين.
«سيّدتي» التقت اختصاصية التغذية د. رويدا إدريس؛ للتعرف على مركّب الكرياتينين، وماذا يأكل المريض الذي يعاني من ارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم؟ فكان الموضوع الآتي:
ماهية الكرياتينين ودوره
يصنّف الجسم مركّبات الكرياتينين على أنها نفايات بيولوجية تنتجها العضلات، ويتخلص الجسم منها عن طريق الكلى؛ حيث ينتقل الكرياتينين عبْر مجرى الدم إلى الكلى؛ فتتم تصفية الكرياتينين والتخلص منه عبْر البول.
حقيقة، لا يؤدي الكرياتينين أيّة وظيفة حيوية في الجسم؛ فهو ليس حمضاً عضوياً، ومع ذلك يساعد كرياتينين الدم على تقييم كفاءة عمل الكلى. فمنذ أن كانت الكلية المسؤول الأول عن تصفية الكرياتينين؛ فإن أيّ خلل فيها سيؤثر على تركيز الكرياتينين في الدم.
وتكمن أهمية الكرياتينين في كونه جزءاً من الدورة الكيميائية التي تُنتج الطاقة اللازمة لانقباض العضلات؛ أيْ أنه يساعد أنسجة العضلات على النموّ وتوليد الطاقة. يُستخدم الكرياتينين كمكمل غذائي بهدف تحسين قوة العضلات، وزيادة كتلتها، وتحسين الأداء الرياضي.
قد يهمك الإطلاع على فوائد الرياضة المنتظمة على صحة الجسم.
حقائق عن الكرياتينين ومستواه في الجسم
ارتفاع نسبة الكرياتينين ليس مرضاً؛ بل هو منتَج كيميائي ثانوي يتم إنتاجه في العضلات من خلال عمليات الأيض. وعند تناول اللحوم، يتم إنتاج كمية من الكرياتينين في الجسم، وتقوم الكلى الصحية بدورها في تصفية الكرياتينين والفضلات الأخرى من الدم، ومن ثَم يتم إخراجها من الجسم عبْر البول. إذا لم تعمل الكلى بشكل صحيح (عند وجود مشاكل صحية مثل الفشل الكلوي على سبيل المثال)؛ فإن مستوى الكرياتينين في الدم يرتفع، وهذا يعكس عدم قدرة الكلى على تصفية الفضلات على نحو فعّال.
معظم الأشخاص الأصحاء يكون لديهم مستوى الكرياتينين الطبيعي يتراوح بين 0.6 إلى 1.3 ميليغرام/ديسيلتر للرجال، و1.2 إلى 1.3 ميليغرام/ديسيلتر للنساء. يختلف مستوى الكرياتينين حسب عمرك وجنسك ووزنك والحالة الصحية العامة.
ماذا يأكل المريض في حال ارتفاع نسبة الكرياتينين؟
يجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكرياتينين، أو المصابين بأمراض المناعة مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد، الحدّ من استهلاك المنتجات الحيوانية، والبقوليات والمكملات الغذائية التي تحتوي على الكرياتينين. هذا يرجع إلى أن بعض هذه المنتجات قد تحتوي على مركّبات، يمكن أن تؤثر سلباً على وظيفة الكلى وارتفاع نسبة الكرياتينين.
المنتجات الحيوانية التي يجب التقليل منها إلى الحدّ الأدنى، تشمل:
1. اللحوم مثل: اللحم البقري والدجاج.
2. الأسماك والمأكولات البحرية مثل: السمك والروبيان والمحار والسلطعون والأخطبوط والسرطانات.
3. منتجات الألبان مثل: الحليب والأجبان (الجبن الشيدر وجبن الفيتا وجبن البارميزان) والزبادي والقشدة واللبن.
4. البيض ومنتجاته مثل: البيض الطازج والبيض المسلوق والبيض المخفوق.
5. المنتجات العضوية مثل: العسل والشمع والجيلاتين والكولاجين.
6. الدهون الحيوانية مثل: السَمنة والزبدة والشحم واللحم المشوي.
البقوليات التي يجب الحدّ منها، تشمل:
1. الفاصوليا: تشمل الفاصوليا السوداء والفاصوليا الحمراء والفاصوليا البيضاء. يمكن استخدامها في العديد من الوصفات مثل: الحساء والمرق والسلطات والمكملات الغذائية.
2. العدس: يُعتبر العدس من المصادر الغنية بالبروتين والألياف والحديد، يمكن استخدامه في الشوربات والأطباق الجانبية والسلطات.
3. الحمص: يُستخدم الحمص في صنع الهمبرغر النباتي، والحمص المهروس (الحمصة)، والسلطات مثل الحمص المقلي والحمص بالطحينة (الحمصية).
4. الفول السوداني: يُعتبر الفول السوداني مصدراً غنياً بالبروتين والدهون الصحية والألياف، يُمكن تناوله على شكل زبدة الفول السوداني، أو إضافته إلى السلطات والوصفات الأخرى.
5. البازلاء: تشمل البازلاء الخضراء والبازلاء الجافة، يمكن استخدامها في تحضير الحساء والسلطات والوجبات الجانبية.
الفواكه والخضروات مفيدة لمرضى الكرياتينين
ننصح المريض الذي يعاني من ارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم، أن يعتمد على الخضروات المنوعة في نظامه الغذائي أكثر، كما على الفوواكه، وخصوصاً الفواكه الحمراء التي تتميز بلونها الأحمر الزاهي، وتحتوي على مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الهامّة لصحة الكلى، وأبرزها:
1. الكرز: يُعتبر الكرز فاكهة حمراء صغيرة وحلوة، يحتوي على فيتامين C والألياف الغذائية، وله خصائص مضادّة للأكسدة.
2. الفراولة: تُعتبر الفراولة واحدة من أشهر الفواكه الحمراء، تحتوي على فيتامين C والألياف ومضادات الأكسدة، والمواد الكيميائية النباتية التي تعزز الصحة.
3. الرمان: يتميز الرمان بقشرته الخارجية الصُلبة وبذوره الصغيرة وعصيره الأحمر. يُعتبر الرمان مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة وفيتامين C والبوتاسيوم.
4. التوت: يشمل التوت الأحمر والأسود والأزرق والتوت البري، ويحتوي على مضادات الأكسدة والألياف والفيتامينات والمعادن. ويُعتبر من الفواكه الصحية والمفيدة.
واختتمت الدكتورة إدريس مشددة على ضرورة ممارسة نشاط بدني منتظم مثل الجري والمشي؛ حيث يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الدورة الدموية، وتحسين وظيفة الكلى. كما التركيز على شرب الماء بكمية تناسب احتياجات الفرد السليم.