شهر رمضان هو شهر الخير والكرم والعطاء، ورياضياً وإعلامياً، تعلمنا فيه الكثير، فقد ارتبطنا بالجيل الأول من المعلقين العرب، الذين عملوا هنا في الدولة، وكنا مرتبطين بعدد من الأسماء الجميلة التي ما زال جيلنا يتذكرهم، وهم من المعلقين الكرويين القدامى بالدولة، وكانت لهم نكهات خاصة، بفضل تميزهم بسرعة البديهة في تعليقهم على الأحداث بشكل يلفت الانتباه، خاصة من أبناء مصر، وقد بدأت أصواتهم تظهر خلال الدورات الرمضانية، وبالتحديد في بداية السبعينيات، رغم أن مستوى التعليق حالياً في مصر لا يقارن مع «جيل زمان»، وفي السابق كان الجمهور ينتظر سماع ما يقوله المعلقون على المباريات، على عكس الآن، فقد أصبح الأمر غير مرغوب فيه، بسبب ما يتم سماعه على الشاشات.
أيام زمان» كان يتم اختيار المعلقين من لاعبي الكرة المعتزلين، منهم ميمي الشربيني، ومحمد لطيف، وغيرهما، فكان حديثهم يمثل مصداقية للجماهير، وعندما كانوا يتحدثون عن أي أمور فنية كان يتم الموافقة عليها بسبب مصداقيتهم أمام الجماهير، فالشربيني عمل مدرباً بنادي النصر في فترته الذهبية، ومدرباً للمنتخبين الوطني والعسكري، ومحمد لطيف جاءنا بدعوة وقام بالتعليق على مباريات المنتخب العسكري أمام العراق في بداية السبعينيات في تصفيات كأس العالم العسكرية، وله قصص وحكايات مع الكرة الإماراتية
فالمعلقون قديماً كانوا مثل أساتذة القانون، وكانوا نجوماً، ولهم في علم الكرة الكثير، أو الألعاب الأخرى، وكان من يعمل منهم في الإذاعة لابد أن يكون من نجوم كرة القدم أو الرياضات الأخرى، فكانوا بمثابة أساتذة يدرسون التاريخ وجوانب اللعبة، من أجل إعطاء المعلومة الصحيحة للمشاهد، ونحن هنا نتذكر عدداً من المعلقين المصريين من الذين دفعونا لحب التعليق الكروي، وهم الثلاثة عبدالمنعم رضوان، وفاروق راشد، ومراد رفعت، ويبقى رضوان الأكثر جاذبية في قفشاته الحلوة، فهم لم يكونوا فقط معلقين، بل كانوا مدرسين صباحاً، وسكرتارية مساءً، وأثناء الطلب يقومون بالتعليق الكروي عبر الإذاعة التي كانت تشتهر بنقل الأحداث الرياضية بأصواتهم، المعلق «زمان» كانت له نكهته، فأصواتهم ما زالت ترن في الأذهان.. والله من وراء القصد!