مع احتفال العالم باليوم العالمي للإذاعة، لنتوقف قليلاً مع دور الإذاعة في حياتنا وكيف تعلمنا واستفدنا منها بصورة غيرت مسيرتنا التوعوية والثقافية.
مسيرة الإذاعة في الدولة بدأت قبل البث التلفزيوني، من خلال محاولات فردية، وأخرى رسمية، وكانت أولى المحاولات الفردية في عام 1958 بدبي، من خلال المرحوم صقر ماجد المري، وقد حملت اسم إذاعة دبي من الشندغة، وكانت تبث لمدة ساعة يومياً، وبدأت أولى الإذاعات الرسمية مع إذاعة صوت الساحل من الشارقة (1964 – 1970)، التي أنشأها مكتب التطوير المنبثق عن مجلس حكام الإمارات المتصالحة، وقد بدأت الانطلاقة عام 1964، وتوقفت عن البث عام 1970 لتحل محلها على التردد نفسه إذاعة دبي، ومن المذيعين الذين عملوا في إذاعة صوت الساحل د. أحمد أمين المدني وهو صاحب أول دكتوراه في تاريخ البلاد، وخلفان المر، صابر محمد، أحمد المنصوري، سعيد الهش، محمد الخوري، صقر المري، وغيرهم، حيث حلت إذاعة دبي محل إذاعة «صوت الساحل» التي توقفت عن البث وكان مقر البث هو مبنى الإذاعة والتلفزيون الحالي، ومن الأصوات المحلية التي برزت فيها عبد الغفور السيد، سعيد الهش، صالح بوحميد، وخلال هذه الفترة كانت الإذاعة نشطة في نقل الأحداث الرياضية بالأخص كرة القدم، فقد نقلت الكثير من المناسبات الكروية المهمة التي شهدتها البلاد من أبرزها لقاء سانتوس البرازيلي بقيادة بيليه أمام النصر عام 1973، وكذلك لقاءات أخرى جرت بين فرقنا المحلية مع الإسماعيلي والأهلي المصريين أعوام 1969 و1974، وكانت تنقل عبر صوت المعلق المصري عبد المنعم رضوان وكان مدرساً في الفترة الصباحية بثانوية دبي وفي المساء سكرتيراً لاتحاد الكرة بدبي، وأثناء المناسبات الرياضية يقوم بالتعليق على المباريات عبر الإذاعة، فكانت الإذاعة محببة لقلبي، حيث ارتبطت بها مع منافسات كأس الخليج العربي الثانية التي جرت في الرياض مارس من عام 1972، فكنت متعلقاً بأصوات المعلقين.. إنها لحظات تاريخية لا تنسى.. والله من وراء القصد