اللقطة التي ظهرت عبر التواصل الاجتماعي من الملاعب التركية قبل أيام تحولت إلى قضية رأي عام، بعد أن تم إيقاف مباريات الدوري لكرة القدم حتى إشعار آخر، إثر تعرض أحد الحكام للكمة من قبل رئيس نادي أنقرة بعد التعادل، في صورة بشعة لا تمت للرياضة وأصبحت حديث العالم وليس موقع الحدث فحسب. فالرياضة محبة وتسامح، خصوصاً كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، ولكن ما رأيناه يخجل الإنسان أن يراه في لعبة لها مكانتها الخاصة بين الصغار والكبار، ولكن أن يفقد «الرئيس» عقله في مثل هذه الحالات فإنه بالفعل تحول إلى مجرم سيعاقبه القانون، فلم يبق أحد من كبار القوم في مجال الرياضة والسياسة إلا وتحدث ووجّه اللوم لمرتكب هذه المهزلة التي أساءت لكرة القدم بعد أن أشبع حكم المباراة خليل أوموت ميلر بالضرب ورفسه بالأرجل مع اللكمة القوية على وجهه في أرض الملعب، أدت إلى إصابة قوية للحكم في عينه وتحول إلى المستشفى، حتى زاره وزيرا الداخلية والرياضة للاطمئنان عليه.
وقد أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحادث، الذي وقع في العاصمة أنقرة وكتب على منصة «إكس»: «الرياضة تعني السلام والأخوة.. الرياضة لا تتوافق مع العنف»، نعم لخصها بأسلوب ودرس لكل من يرد أن يستغل قوته وجبروته في الساحة الرياضة أو غيرها، فهناك قوانين تحد المشاغبين بل تمنعهم وتحرمهم من ممارسة الرياضة تصل إلى درجة الشطب، وتسيء إلى مكانتهم الاجتماعية قبل الرياضية.
ولعل الصورة التي تابعها الناس في أحد ملاعب العاصمة التركية تكشف عن مدى التوتر والعصبية والعنف بداخل البعض ما يخرجه في لحظات غاضبة تودي به بداهية، فقد تعاملت الهيئة الكروية ووصفت الحادثة بأنها هجوم لا إنساني وخسيس ضد جميع الأطراف المعنية بكرة القدم التركية، وأشار البيان إلى أن جميع المجرمين الذين هاجموا الحكم سيعاقبون بأشد العقوبات.
هذه القضية خطيرة، فالاحترام المتبادل ضرورة مهمة حتى لو ارتكب الحكم خطأ لا يجوز أن نأتي برأسه كما حصل، ونختتم الزاوية بما شدد عليه الرئيس أردوغان، الرئيس الرياضي والذي كان أحد لاعبي كرة القدم بأحد الفرق ببلاده بأنه لن يسمح أبداً بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية! والله من وراء القصد