الشق أوسع من الرقعة

ماذا بعد أن هدأت العاصفة وعبرت موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الوسط الرياضي مع خيبة الأمل القارية التي جرها الأبيض الباهت للكرة الاماراتية، ماذا نحن فاعلون وتحديداً ما هي الاجراءات القادمة التي سيتخذها اتحاد الكرة من أجل انتشال منتخبنا من مستنقع النتائج السلبية المتكررة، خاصة وأن استكمال المباريات المؤهلة للمونديال قريبة ولابد من الدخول اليها بروحٍ مختلفة عن تلك التي شاهدنها في الدوحة.

في كأس آسيا عناصر المنظومة الكروية لم تقوم بالعمل المطلوب منها باستثناء عنصر الجمهور الوفي الغيور الذي كان مثال يُضرب فيه في التشجيع الحضاري والالتزام بقوانين الدولة المضيفة والقيام بدوره على أكمل وجه دون ملل او كلل، وحقيقة هذا ليس بغريب على عيال زايد.

أما الحديث عن العناصر الأخرى فإننا لم نشاهد منها إلا التخبط والتوهان خاصة الجهاز الفني الذي فقد المصداقية وسرعان ما انكشف في ضعف الادارة والقراءة الفنية للمنافسين وافتقاد الحلول وعدم الاستقرار والثبات على التشكيل واللجوء المستمر إلى التغييرات وعلى مبدأ يا تصيب و يا تخيب و الأسوأ من ذلك خلق التوترات في صفوف اللاعبين ، أما المصيبة الأكبر فتكمن في عدم الاستفادة من حضوره لمباريات الدوري والمعسكرات خلال فترة الإعداد، وحتى تواجده الدائم في مقر اتحاد الكرة والذي كان يُحكى عنه لم نجني منه اي فائدة، العنصر الآخر الجهاز الإداري والذي وضح لنا جلياً انه اضعف مما كنا نتوقع في عدم قدرته على احتواء مشكلة اللاعب علي مبخوت مع المدرب والتي أثرت على أجواء المعسكر وشقت النفوس والصفوف أو حتى في توضيح الحقائق ووضع النقاط على الحروف بالطريقة السليمة وافتقد الانسجام مع الجهاز الفني.

منتخبنا يحتاج الكثير من العمل السيكولوجي قبل العمل الفني لإعادة الثقة بالنفس والإيمان بالإمكانيات الفردية و الجماعية و يحتاج إلى جهاز فني يتخاطب مع اللاعبين دون ترجمة او حواجز او غرور، ويحتاج إلى الإيثار من الاندية في المقام الأول.

نقطة في الدائرة
لم يعتذر بينتو والطاقم المساعد عن الإخفاق وخدعونا في محتوى ونوعية العمل المقدم، ولكن هل يملك اتحاد الكرة الكوادر الفنية التي تستطيع مناقشة المدرب و أخطاءه الكارثية، بالنسبة لي يبدو أن " الشق أوسع من الرقعة ".

الملخص:
ماذا بعد أن هدأت العاصفة وعبرت موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الوسط الرياضي مع خيبة الأمل القارية التي جرها الأبيض الباهت للكرة الاماراتية،،،،